السلآم عليكم..
{غصون} تموت على يد والدها ...!!!
نبدأ
.
..
...
....
(غصون) طفلة التسع سنوات يرحمها الله.. عانت مع والدها، ومع زوجة والدها، تذوقت أشد ألوان العذاب، وتكبدت الإيذاء الجسدي الهائل على جسمها النحيل، والإيذاء النفسي على قلبها........
ومشاعرها الطفولية البريئة.. تمر بحارس المنزل الذي كانت تقطن فيه وتترجاه أن ينقذها من جحيم العذاب الذي كانت تعاني منه.. استنجدت بعمها لينقذها من هول ما تعانيه من ويلات المعاناة التي قد لا يجدها أسرى الحروب أو معتقلو السياسة في كبرى الدول الدكتاتورية في العالم.. وقد لخصت صحيفة سبق بعض ما كانت تعاني منه الطفلة غصون.. (قام والدها بضربها بأنبوبة معدنية على ساقيها وضربها عدة مرات بقبضة يده على يدها اليسرى فانكسرت كما رماها بعلبة مملوءة بمادة الكيروسين على وجهها وقام بإحماء ملعقة على البوتاجاز حتى احمرت ثم كواها على كعبها وقام بربطها عدة مرات بسلسلة في إحدى النوافذ ومنعها من الأكل والشرب لمدة ثلاثة أيام وصدمها بالسيارة داخل فناء المنزل؛ كل ذلك لغرض التخلص منها بعد أن ساوره الشك في أنها ليست بنتاً له، كما قامت زوجته بتحريضه ومساعدته على ذلك وقامت بدفعها على الجدار، كما قامت الزوجة بسكب بعض المواد الحارقة عليها وربطها ثلاث مرات ورفسها بقدميها على بطنها والدوس على رأسها بالحذاء وضربها بيدها وبالعصا وبواسطة عصا بلاستيكية على رأسها وطعنها برأس عصا المكنسة في بطنها).
ويضيف محرر سبق في رصده لهذه المعاناة أنها تنام في بعض لياليها الأخيرة على (عتبة المنزل فلا غطاء ولا فراش، غذاؤها كل يوم (إندومي) تقوم بشرائه من مصروفها الخاص حتى زاد قلباهما قسوة وأمسكا بالطفلة وقاما بربطها ثم قاما بضربها بأسلاك حديدية قوية، تبكي وتأتي وتطلب من والدها الرحمة، لكن لا حياة لمن ينادي فيزداد القلب قسوة فوق قسوة).
هذا هو المشهد الدامي الذي يبكي العيون، ويدمي القلوب، ويبعث الحسرة والأسى في النفس.. فهذه بعض منازلنا أشبه ما تكون بمعتقلات تعذيب، كأنها جوانتانامو، مصدر حرمان وعذاب لا يطاق لأطفالنا، دون أدنى رحمة أو حنان.. تتحول منازلنا إلى جحيم على أطفال في عمر السنوات الأولى؛ حيث قد لا يصل البعض منهم إلى العاشرة.. عندما يتحول ملاذ الآباء والأمهات إلى جحيم واصطلاء على أبنائهم وبناتهم، نكون قد هدمنا ركن العلاقة الطبيعية التي منحنا إياها الله سبحانه وتعالى وزرعها في قلوبنا وجوانحنا لحب أبنائنا وبناتنا، ونكون قد أسقطنا ظلال العطف والحنان من على رؤوس فلذات أكبادنا.. ونكون قد نزعنا الرحمة من قلوبنا على هؤلاء الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة.
الطفلة (غصون) فارقت الحياة من جراء العذاب الذي عانت منه، ولم يتمكن أحد ممن حولها من إنقاذها من جحيم أسرتها.. وقد كانت تذهب وتأتي وتعاني وتتألم.. ومن سخرية الواقع الذي كانت تعيشه أن أخاها غير الشقيق كان يعيش وينام في غرفته، بينما هي تنام مربوطة في فناء المنزل أو على عتبة الباب.. وقد أراد الله تعالى أن تفارق الحياة لتستريح من هذا الظلم والعذاب اللذين مرت بهما، ولم يمر بهما أحد غيرها ممن كانت تعرفه أو ممن نعرفه نحن.. ومن المؤكد أن غير غصون يوجد أطفال آخرون يعانون داخل منازلهم من تعسف الآباء وسطوة الزوجات وتعذيب بعض أفراد الأسرة.. ولا يتحرك أحد.. فيصبح حكم الأب أو سلطة الأم أو جبروت الزوجة هو الحاسم والمهمين على علاقة الوالدين بأبنائهم.. وما يدور داخل المنزل هو سلطة لا يمكن أن تتنازعها أي سلطة أخرى.. حتى الأقارب والجيران قد لا يستطيعون أن يتدخلوا في شؤون أطفال الغير.. وقد آن الأوان أن نبدأ مرحلة جديدة من تدخل المجتمع في مشكلات الأطفال، فالمدرسة يجب أن تراقب، والجيران يجب أن يراقبوا، والأقارب يجب أن يتدخلوا.. ويجب أن يكون تدخل كل هذه الأطراف مبكراً قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه نهاية الطفلة غصون.. ويجب أن ندخل في مرحلة حملة وطنية في كافة المناطق والمدن والقرى والهجر لتوعية الآباء والأمهات والأسرة عامة بكيفية التعامل مع أبنائهم وبناتهم.. ويجب أن تتدخل جمعيات أسرية لوضع حد لقسوة الآباء والأمهات على أبنائهم، فنسبة غير قليلة من الأسر السعودية لا تعرف كيف تتصرف مع أبنائها، فتعتقد أن القسوة والضرب هي الطريقة التي يجب أن نستخدمها في تعديل سلوك الأبناء وتطويعهم لأوامر الآباء والأمهات.
وأخيراً، فقد صدرت العدالة الربانية لتقتص من والد غصون ومن زوجة والدها، فقد نفذت وزارة الداخلية الحكم قتلهما تعزيراً يوم الأربعاء الماضي بمنطقة مكة المكرمة.. وهذا هو الحكم الشرعي الذي أراده الله جراء تعذيب طفلة صغيرة في عمر العاشرة إلى حد الموت.. وقد أراد الله أن تفارق غصون الحياة، لتطرح أمامنا وضعاً غير مسبوق -ربما- من الصدمة التي عانينا منها ونحن نتابع مأساة غصون.. ونحن نعلم أن الطفلة غصون لو استفتاها أحد -وهي في قبرها- على حد القصاص على أبيها وزوجة أبيها لكانت عفت عنهما، ولكانت أرحم بهما في قبرها منهما عليها وهي على قيد الحياة.. وليغفر الله ذنوبهما.. وليرحم الله غصون، الطفلة التي نعيش مأساتها ومعاناتها إلى اليوم وإلى الغد.
انشاء الله يعجبكم الموضوع